التحفظ علي أموال رجال الأعمال وتحويلهم للقضاء الاستثنائي أثار حفيظة ممدوح الولي عضو مجلس نقابة الصحفيين والرئيس المناوب لصفحة المال بجريدة الأهرام حيث قال لنا :" نحن أمام نظام يقذف نفسه بالطوب "وقال : " إن استخدام الطوارئ ضد مشروعات اقتصادية يؤثر علي مناخ الاستثمار ويثير التخوف لدي المستثمر من أنه لن يخضع أمام القاضي الطبيعي فقط بل مهدد بالتعامل مع قانون الأحكام العرفية أيضا , كما يؤثر علي جذب مشروعات جديدة أو المشروعات القائمة التي تفكر في توسعة نشاطها"وأضاف أن تهمة غسيل الأموال وإلصاقها برجال أعمال يسئ لمناخ الاستثمار المصريويجعل البنوك الدولية تعيد التفكير في التعامل مع مصر ووضعها في خانة الدول المشتبه غسيل أموال فيهاوهذا سيحتاج وقت لإزالة هذه الشبهة عن مصركما يري أنه من العبث توجيه الاتهام بغسيل الأموال لشبهة تمويل الجماعة , ففي انتخابات 2005 سواء الرئاسية والبرلمانية رأينا مدي تحكم رجال الأعمال في هذه الانتخابات وتمويلهم للحزب الوطني بشكل واضح ومباشرفهل يعد ذلك غسيل أموال , فالنظام يسمح بتمويل رجال الأعمال للحزب الوطني ويمنع مثل هذا التمويل عن أي حركة أو حزب أخرما قام به النظامالولي أكد لنا أنه يوجد نصوص في القانون المصري تمنع مصادرة أموال المشروعات أو غلقها عن طريق الإدارةفقانون المشروعات الصغيرة التي يترواح رأس مالها من ( المليون جنيه – خمسين ألف جنية ) ينص علي عدم غلق هذه المشروعات بقرار إداري , وان صدر مثل هذا القرار وتقدم المستثمر بتظلم يقف تنفيذ هذا الأمر بالإغلاق بمجرد تقديم التظلم , بينما في هذه القضية وجدنا قرارات سياسية سيادية بالتحفظ علي أموال هذه الشركات دون إتباع أي إجراءات أو ضوابط قانونيةالولي يؤكد أن النظام يناقض نفسه فالحكومة أعلنت أنها ستتسامح مع الاقتصاد والاستثمار الخفي أو غير المعلن والذي أعلنت الحكومة التسامح معه بمجرد إعلانه عن نفسه ودفع ما عليه من مستحقات ضريبية , لكن هذا الواقع سيجعل مثل هذه المشروعات تتراجع وتخفي نفسها أكثر خوفا من وقوعها تحت مقصلة القضاء الاستثنائيوعن تراجع البورصة وسوق المال المصري بعد التحفظ علي أموال هذه الشركات قال :" إن سوق المال يتأثر بالحالة النفسية من تشاؤم أو تفاؤل المتعاملين معها وهذا القرار بالتحفظ كان متغير خطير أثار حالة من التشاؤم والخوف من نفس المصير مما دفع المتعاملين ببيع أسهمهم أو سحب أموالهم من البورصة "ويوجد اتجاه لدي رجال أعمال بتوجيه الاستثمار لدول أخري مثل السودان والجزائر ودبي ولبنان وفي ظل ما حدث من تحفظ علي أموال المشروعات سيذكي هروب المستثمرين لهذه البلاد أو حتى مثل من خرج ليستثمر في الصين أو الولايات المتحدة الأمريكيعبد المنعم محمود
لم أستغرب عندما أعلنت بعض الجهات الأمنية أن أحد منفذى تفجيرات سيناء الأخيرة طالب بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ، وذالك لأننى أدرك جيدا أن هذه الجامعة هى إحدى مفارخ الإرهاب الهامة فى مصر من خلال مناهجها الدراسية التى تحشو بها عقول الطلاب حشوا وتحولهم من خلالها إلى وحوش آدمية لا تتورع عن إيذاء من يعلن إختلافه معهم لأن مناهجهم - بكل بساطة - علمتهم أن المختلف لا مكان له فى هذه الحياة .
وقد كنت حتى وقت قريب أعتقد ذالك بصورة نظرية بحتة ، دون أن أدخل فى غمار تجربة عملية مع طلاب أو أساتذة الجامعة فى مجال الإرهاب المادى ، ولم أكن حتى قبل كتابة هذه السطور بساعات قليلة أتوقع أن أواجه عملية إرهابية عنيفة ممن يدرسون بهذه الجامعة على أساس أن التعميم ضار فى جميع الأحوال ، وكما أن الخبيث موجود فإن الطيب موجود ولو بصورة شبه ضئيلة ، وإستمرت هذه الغيبوبة تنتابنى حتى صباح هذا اليوم عندما توجهت لسحب أوراقى من الكلية بعد أن فصلت منها بقرار من مجلس التأديب قبل حوالى شهرين لأننى عبرت عن رأيي بحرية ، ومنذ أن ولجت من الباب وأنا أستشعر نظرات التشفى والإنتقام فى عيون كل من رأونى وتعرفوا على ، وعندما ذهبت إلى مكتب شئون الطلاب لأطلب منهم أوراقى طلبوا منى التريث قليلا لأن الموظف المسؤل عن ذالك سيحضر بعد قليل ، وفى حمى إنتظارى قررت أن آخذ جولة فى الكلية علها تكون الأخيرة أودع بها هذا العش الخرب الذى ذقت الويلات خلال سنين دراستى به ، وما إن مررت أمام الباب ولمحنى أحد أمناء الشرطة التابعين لحرس الكلية حتى بعث خلفى بعض العساكر الذين طلبوا منى التوجه إلى كابينة الأمن للأهمية ، فذهبت معهم وفوجئت بأن أمين الشرطة المذكور يطلب منى مغادرة الكلية لأننى ممنوع من دخولها ، وذهلت من هذا الطلب وقلت له أننى لم آتى إلى هنا وأضع حزاما ناسفا حول وسطى لأفجر هذا المكان ، وإنما أتيت لسحب أوراقى لأننى مفصول ، فقال لى أن الموظف المختص لم يحضر اليوم ، بينما كنت قد أخبرت من قبل بعض موظفى شئون الطلاب أن الموظف المعنى بذالك سيأتى بعد قليل ، وأثناء جدالنا كان يقف فى هذه الحجرة بعض العناصر الأمنية وأحدهم كان يرتدى زيّأ مدنيا ، ووجدت بعض الطلاب يتجمهرون أمام الباب ويرمقوننى بعيونهم كأنهم عثروا على تحفة أثرية نادرة ، ووجدت أحدهم يصيح بى قائلا : هل أنت الذى كتبت ما نسب اليك ،بأسلوب عصبى مبالغ فيه ، فطلبت منه الإبتعاد عنى لأننى لست فى وضع يسمح لى بالمناقشة ، وبعدما أجرى أمين الشرطة بعض إتصالاته بداخل الكلية أخبرنى أن ملفى لدى الشئون القانونية بالقاهرة للبت فى قرار فصلى ، وأن على أن أتصل بالكلية من آن لآخر قبل حضورى حتى أعرف ما إذا كان قد عاد الى مقر الكلية أم لا ، فأخذت منه رقم هاتف الكلية وإنصرفت خارجا من الباب المخصص للطلاب .
لم يكن قد بدأ الفصل العنيف من هذه المهزلة الجامعية الأزهرية عندما لمحت عنصر الأمن الذى كان متواجدا بالداخل يتجه نحوى وبيده عصا إسطوانية الشكل ، فى البداية أخذ يدى تحت أحد ذراعيه وطلب منى أن أجلس معه فى مكان ما لأنه يريد أن يتناقش معى ، فأدركت خطورة الموقف ونزعت يدى من تحت ذراعه وأخبرته أننى على عجلة من أمرى وأنه يجب أن أسرع للعودة الى المنزل ، فوجدته يجذبنى بعنف من ملابسى فأطلقت ساقىَّ للريح بإتجاه الباب الخلفى للكلية الذى خرجت منه ، وما إن لمحنى أحد عناصر الحرس الجامعى حتى طلب منى الإبتعاد لأننى ممنوع من الدخول ، وعندما سألته : هل تعرف مالذى كان سيحدث لى ؟؟ قال لى بالحرف الواحد : عارف .. بس ما شُفتش !!!( أعرف ... ولكننى لم أرى شيئا ) ... عندها تشبثت بالباب وطلبت منهم أن يحضروا لى سيارة أجرة ( تاكسى ) لأننى لا أستطيع أن أغادر فى مثل هذه الظروف ، وإستمر إنتظارى لبعض الوقت حتى إستجاب أمين الشرطة وذهبت معه حتى الشارع العام لأنتظر معه أية سبارة أجرة لأستقلها إلى موقف أوتوبيس غرب الدلتا ومنه الى الإسكندرية ، ولكن أمين الشرطة طلب منى أن أستقل أية مواصلة أخرى فرفضت لأننى لا أضمن ما يمكن أن يحدث داخله ، وعندها قال لى : إحنا مش شغالين عند أهلك وتركنى أمام الباب .
لم يدم إنتظارى طويلا حتى لمحت سيارة أجرة تأتى ناحيتى فأوقفتها وطلبت من السائق أن يوصلنى إلى الموقف ، ولكن أحد الطلاب سبقنى ليجلس بجوار السائق فإضطررت للجلوس بالمقعد الخلفى للسيارة ، وما إن إبتعد السائق قليلا عن باب الكلية حتى وجدت مايقرب من عشرين طالبا قد أحاطوا بالسيارة من جميع الجهات ومعهم هذا العنصر الأمنى المرتدى للثياب المدنية ، ولمحت بيدهم أسلحة بيضاء وأحزمة جلدية وعصى وقاموا بفتح الأبواب الخلفية بعدما أجبروا السائق على التوقف وحاولوا إخراجى عنوة من السيارة إلا أننى تشبثت بمقعدى بقوة وكانوا يتوعدوننى بالقتل بطريقة لم أكن أتوقعها من طلاب يفترض أنهم يتلقون دراستهم فى الجامعة ، وعندها غادر الطالب الآخر السيارة وإستطاع السائق النفاذ من بينهم بصعوبة قبل أن يطلب منى مغادرة السيارة بعد أن تركهم بمسافة كبيرة .
تركت السيارة وعدوت بما فيه الكفاية لأبتعد عن مصدر الخطر الذى كاد أن يتكفل بإزهاق روحى قبل ثوان معدودة ، ثم ركبت تاكسى آخر أوصلنى الى مبتغاى ، وعدت سالما إلا من بعض الخدوش البسيطة وكدمات فى قدمى نتيجة لما حدث معى ، ولكنى وجدت نفسى أتسائل .. مالذى جنيته لأتعرض لمثل هذه الإعتداءات ؟؟ ، هل مجرد إختلافى مع الأفكار السائدة أمر يستوجب الإعتداء على ومحاولة قتلى ؟؟!!! .
أمر يدعو للحزن عندما أجد هؤلاء الشباب قد غسلت عقولهم بهذه الصورة ليتحولوا إلى إيذاء الغير لمجرد إختلافهم معهم فى بعض وجهات النظر !.
أمر يدعو للرثاء أن نجد إحدى جامعاتنا تتحول إلى مؤسسة لتخريج الإرهابيين بكل أنواعهم ! .
أمر يبكى ويحزن ويصيب بالإحباط أن نجد أنفسنا مهددين بالقتل .. لا لأننا نقتل .. لا لأننا نسلب أموال الآخرين .. لا لأننا نتعدى حدود حريتنا ... ولكن لأننا نفكر ! .
جامعة الأزهر لا تحرك ساكنا عندما يفجر أحد طلابها نفسه أو يندفع لقتل الأبرياء العزل ... ولكن قيامتها تقوم عندما يكون لدى أحد طلابها رأيا حرا جريئا مستقلا ! .
اليوم .. واليوم فقط ... أدركت حقيقة التواطؤ الأمنى مع التطرف الدينى فى مصر ، وعرفت جيدا كيف أن النظام يعيش على هذا الإرهاب ووجوده قائم على وجود الجماعات المتطرفة والجامعة المتطرفة أيضا ( الأزهر )... وزواله بالضرورة قرين بزوالهما .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire